يُعَدُّ هذا الكتاب من أعظم كتب الردود العقدية في تراث أهل السنة، صنّفه الإمام أبو سعيد عثمان بن سعيد الدارمي في نقض أباطيل المريسي الجهمي، الذي كان رأسًا في التأويل والتعطيل، وقد تصدّى له الدارمي بأسلوب علمي جدلي رصين، يدمغ الباطل بالحجة ويثبت العقائد بالأثر والنقل. وتميّزت ردوده بترسيخ مذهب السلف في باب التوحيد، لا سيما توحيد الأسماء والصفات، مقرًّا ما جاء به النصّ، رادًّا على من حرّف الكلم عن مواضعه وأدخل العقل الفاسد في معترك النصوص. يتضمّن الكتاب عرضًا مفصّلًا لشُبَه المريسي في مسائل صفات الله تعالى، كالاستواء والوجه واليد والكلام والرؤية وغيرها، ثم نقضها نقضًا علميًّا دقيقًا، مدعَّمًا بآثار الصحابة والتابعين ومواقف أئمة الإسلام، مبيِّنًا انحرافات المعطّلة ومفاسد تأويلاتهم. كما اعتمد “الدارمي” في كثير من المواضع على تقريرات عقلية صريحة، ليرد على من زعم أنه يتكلّم باسم العقل. وقد أضحى هذا المصنَّف مرجعًا رئيسًا في تقرير مذهب السلف والذبّ عن العقيدة، يُظهر تمكّن المؤلف من علوم الأثر والرد والمناظرة في آنٍ واحد.
اضغط على إحدى أسماء أدوار النشر التالية لعرض روابط القراءة والتحميل الخاصة بها: