يتصدّى هذا الكتاب لفرية كبرى شاعت في عصر الإمام الدارمي، وهي القول بخلق القرآن وإنكار صفات الله تعالى، حيث يُعدّ من أقدم ما وصل إلينا من الردود العقدية المؤصّلة على الجهمية والمعتزلة، بأسلوب علمي يجمع بين النصوص النقلية والمناقشة العقلية. ابتدأ “عثمان بن سعيد الدارمي” كتابه ببيان خطورة بدعة الجهمية وما جرّته من تشويش في عقائد المسلمين، مبيّنًا أن مقصدهم كان نفي الصفات الإلهية تحت ذريعة التنزيه، فدحض دعاواهم بالأحاديث الصحيحة وآثار السلف، مع الرد المفصّل على شبهاتهم في القول بالكلام والنزول والاستواء. تميّز الكتاب بتقريره لمعتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله تعالى وصفاته، والرد على مزاعم من زعم أن القرآن مخلوق أو أن الله عز وجل لا يتكلم ولا يُرى، فأثبت الإمام أقوال الصحابة والتابعين في إثبات الصفات كما جاءت من غير تأويل ولا تعطيل، ودافع بقوة عن لوازم الإيمان بكلام الله تعالى، مفنّدًا أقوال من طعن في هذه العقائد بزعم مخالفتها للعقل.
اضغط على إحدى أسماء أدوار النشر التالية لعرض روابط القراءة والتحميل الخاصة بها: