يُعد كتاب “عارضة الأحوذي بشرح صحيح الترمذي” من أوسع ما دوّنه المتقدمون لشرح جامع الترمذي، حيث سلك فيه “ابن العربي الأندلسي المالكي” مسلكًا فقهيًا حديثيًا أصوليًا، جامعًا بين فقه المذهب المالكي والنظر المقارن، مع تحليل دقيق للأحاديث سندًا ومتنًا، واستحضار قواعد الجرح والتعديل، وتحرير علل الحديث. وقد عُرف الكتاب باسم “عارضة الأحوذي” لأن “ابن العربي” جعله بمثابة عارضة يَعرض فيها أوجه النظر المختلفة على المتن، فيختبر بها الرواية والدراية، ويزن بها أقوال الأئمة في ضوء السنن والمقاصد. اتبع ابن العربي منهجًا يقوم على ذكر الحديث ثم تفكيكه إلى عناصره، وبيان المسائل الفقهية المتفرعة عنه، مع نقد المتون والروايات إذا لزم. ويمتاز أسلوبه بالشدة العلمية والصرامة الأصولية، حيث يردّ على التوسعات الفقهية التي تخالف ظاهر النص، ويوازن بين ظواهر الأحاديث ومقاصد الشريعة دون الوقوف عند ظاهر المذهب، مما يجعل كتابه مرجعًا في النقد الحديثي والفقه المقارن على حد سواء.
اضغط على إحدى أسماء أدوار النشر التالية لعرض روابط القراءة والتحميل الخاصة بها: