يُفصل هذا الكتاب القول في نوع التوحيد الذي قرّره الفلاسفة، مبينًا أنه توحيد ذهني مجرد لا يوافق ما جاءت به الرسل. ينقد ابن تيمية تصورهم للإله بأنه عقل محض أو وجود مطلق، ويبيّن أن هذا التوحيد لا يثبت لله ربوبية ولا قدرة ولا مشيئة، فضلًا عن نفيهم الصفات والأفعال الاختيارية عنه، مما يجعله توحيدًا باطلًا في ميزان الوحي. يعرض ابن تيمية تناقضات الفلاسفة في باب التوحيد، ويقارن بين قولهم وقول أهل السنة والجماعة، موضحًا أن التوحيد الحق هو إثبات ما أثبته الله عز وجل لنفسه من الأسماء والصفات، مع تنزيهه عما لا يليق به، دون تعطيل أو تشبيه. ويؤكد أن الفلاسفة خالفوا الرسل في أصل الدين، فكان توحيدهم مفرغًا من مقصوده الشرعي، أقرب إلى إنكار الخالق منه إلى توحيده.
اضغط على إحدى أسماء أدوار النشر التالية لعرض روابط القراءة والتحميل الخاصة بها: