هذا الكتاب شرح لكتاب ابن مالك “تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد”، وكتاب “التسهيل” يجمع بين دفتيه علمي الإعراب والتصريف، وقد كانت له منزلة سامية عند أبي حيان، فهو قد التزم أن لا يقرئ أحدًا إلا في كتاب سيبويه أو التسهيل أو مصنفاته. ولهذا المصنَّف أهمية خاصة تكمن في ترتيب ابن مالك لأبواب علم النحو، هذا الترتيب الذي لم يُسبَق إليه، وفي حشده فيه للآراء والمذاهب النحوية بعبارة موجزة، لذا حظي بعناية النحويين من بعده، فشرحه كثير منهم، وكان أبو حيان من أوائلهم. فقد ذكر أبو حيان في مقدمه شرحه أن ابن مالك شرح كتابه، وانتهى في شرحه إلى باب “مصادر غير الثلاثي”، فاستخرج أبو حيان فصّ التسهيل مما أودعه المصنِّف في الشرح إلى حيث انتهى، وجمع على باقي الكتاب نسخًا قيمة حُررت بين يدي مصنِّفه، وطفق يٌقرئ الكتاب، فيفتح مقفله، ويوضح مشكله. وأضاف أنه طالما سأله سائلون من أهل مصر والشام في شرح باقيه وتكميله، وانتقاده وتكميله، ولما كثر تسآلهم أسعفهم فيما طلبوا، فشرح الخُمْسَين للذين لم يشرحهما المصنِّف في كتاب سماه “التكميل لشرح التسهيل”. وعند ذلك وجد لدى بعض المعتنين بهذا العلم تطلعًا إلى أن يشرح أبو حيان الكتاب كاملًا، فأخذ في ابتداء الشرح من أول الكتاب، وسماه “التذييل والتكميل في شرح كتاب التسهيل”. ويُعدّ كتاب “التذييل والتكميل” أضخم كتاب في موضوعه، فقد قيل فيه وفي كتابه الآخر “ارتشاف الضرب”: “ولم يؤلَّف في العربية أعظم من هذين الكتابين، ولا أجمع ولا أحصى للخلاف والأحوال”.
اضغط على إحدى أسماء أدوار النشر التالية لعرض روابط القراءة والتحميل الخاصة بها: