يُعد كتاب “العشرات في اللغة” معجم لغوي مختزل اختزالًا شديدًا، ليس في تقاليب المادة الواحدة وذكر معانيها وشواهدها، ولكن في مواده المفَسَّرَة، حيث اختارها “أبو عبد الله محمد بن جعفر التميمي النحوي” اختيارًا لا ندري علام استند فيه، وتبعًا لأي قاعدة كان. لقد أجاد الرجل في توضيح معاني المادة اللغوية، بل لقد تعامل في ذلك نحو ما لا نجده في كتب اللغة المتقدمة التي صُنِّفت في عصره، حيث كان يوفّي المادة حقها، ويكثر من المشواهد للمعاني حقيقة كانت أم مجازية. ومن معانيه لم نجده في المعاجم. هذا من جانب، ومن جانب آخر، فإن المفردات المائة والسبعين التي قال إنها جاء بها على منوال عشرة لأبي عمر زيادة عليها، هي الأخرى ضربٌ من التأليف المعجمي، فإذا راعينا منهج التصنيف الذي اعتمده صاحب اللسان -على سبيل المثال- فإن تلك المفردات تدخل في باب العين وفصول الحروف الهجائية المختلفة. إذًا فالمادة اللغوية معجم مؤلَّف بطريقتين: طريقة تراعي الحرف الأول وأخرى تراعي الحرف الأخير.
اضغط على إحدى أسماء أدوار النشر التالية لعرض روابط القراءة والتحميل الخاصة بها: