يتناول كتاب “الإمام البخاري وفقه التراجم في جامعه الصحيح” لنور الدين عتر جانبًا مميزًا من منهج الإمام البخاري في تأليف “الجامع الصحيح”، وهو ما يُعرف بـ”فقه التراجم”؛ حيث لم يكن ترتيب الأبواب ووضع العناوين أمرًا عشوائيًّا، بل كان يحمل دلالات علمية وفقهية عميقة. يبيّن “نور الدين عتر” أن الإمام البخاري كان يسلك مسلكًا فريدًا في التصنيف، ويضمّن تراجم الأبواب فوائد واستنباطات دقيقة تُظهر فقهه واجتهاده. ويؤكد أن اختيار البخاري لعناوين أبوابه، وما يضعه تحتها من أحاديث، يكشف عن نظر دقيق واستنباط علمي دقيق، وأن هذه التراجم ليست مجرد ترتيب بل هي دلائل على المقاصد والمعاني الشرعية. ويضرب “نور الدين عتر” مثالًا بمنهج الإمام في الرواية الدراية، وكيف أنه لم يكتف بمجرد نقل الحديث بل نظّر واستنبط، وربط بين الروايات والأحكام بأسلوب فريد جعل كتابه مضرب المثل عند العلماء. كما يشير “نور الدين عتر” إلى أن كثيرًا من غوامض الجامع الصحيح لا تُفهم على وجهها الصحيح إلا بفهم فقه التراجم عند البخاري، مما يجعل هذا الجانب من الكتاب مفتاحًا لفهم دقيقٍ لمقاصده ومراميه.
اضغط على إحدى أسماء أدوار النشر التالية لعرض روابط القراءة والتحميل الخاصة بها: