عُنِي العرب بتدوين تاريخهم عناية قلّ أن تساويهم فيها أمة من الأمم أو تدانيها، وافتنوا في ذلك افتنانا يدعو إلى العجب والإعجاب. وكان صحابة الرسول وكبار التابعين ومن تبعهم من هؤلاء الذين عني بهم فريق من المصنفين كالواقدي وابن سعد في العهود الإسلامية المبكرة. ولما كان كتاب الطبقات للواقدي في عداد المفقود، فإن كتاب الطبقات الكبير أو الطبقات الكبرى لابن سعد يعدّ أول كتاب في الطبقات وصل إلينا. كما يعدّ كذلك من أوسع الكتب فى هذا المجال وأحفلها وأدقها. فقد أتيح لابن سعد فرصة الاطلاع على ما سبقه من كتب الأنساب والرجال والتاريخ والتراجم ونحوها. فاستطاع أن يعتصرها جميعًا ليستخلص منها هذه الصورة المتكاملة المترابطة.و قد ظل ابن سعد من ألمع الوجوه الفكرية في عصره والعصور التي تلته حيث اعتمد عليه المؤرخون اللاحقون في كتاباتهم كالمزي والذهبي وابن كثير وابن حجر والسيوطي وغيرهم. وابن سعد يخصص جزءين من طبقاته لسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وباقي أجزاء الكتاب ترجمة للصحابة والتابعين، والجزء الأخير من كتابه خصصه للنساء.
اضغط على إحدى أسماء أدوار النشر التالية لعرض روابط القراءة والتحميل الخاصة بها: