يجمع كتاب “العلل ومعرفة الرجال” للإمام أحمد بن حنبل بين علوم العلل الحديثية ومعرفة أحوال الرواة، فيعرض أقوال الإمام أحمد في الجرح والتعديل، ويفحص الروايات سندًا ومتنًا، ويشير إلى الانقطاع والاضطراب والإدراج والتصحيف وغيرها من العلل الخفية. يمتاز الكتاب بتنوع مواده، حيث يحتوي على إجابات الإمام عن أسئلة وجهها إليه ابنه عبد الله، تتعلق بمسائل يومية متنوعة حول الحديث والرواة، فيروي عبد الله ما سمعه من أبيه بلفظ: “سألت أبي”، أو “سمعت أبي يقول”. ويظهر من ذلك أن الكتاب ليس مرتبًا ترتيبًا موضوعيًا، بل وردت مواده في أيام متفرقة وأجوبة متتابعة، وهو ما يفسر تكرار بعض النصوص واختلاف ترتيب المسائل أحيانًا. كما أن الكتاب يحتوي على مرويات تتعلق بالتثبت من الرواية، وبيان حال الرواة، وبيان العلل، والفرق بين الأسماء المتشابهة، وأسماء شيوخ الطبقات، ومواضع الولادة والوفاة، مما يجعله مصدرًا شاملًا في علم الحديث والرواة. ويتميز كذلك ببيان الإمام لأمور دقيقة لا تظهر إلا لأهل الخبرة، مثل نقد بعض المتون، أو تفضيل راوٍ على آخر، أو تمييز المرسل من الموصول. يُعد الكتاب مرجعًا أساسيًا في علم العلل، وركنًا متينًا لفهم منهج المحدثين، كما أنه يكشف عن دقة الإمام أحمد في نقد الأسانيد والمتون، ويظهر مكانة ابنه عبد الله في خدمة علم الحديث بجمع أقوال والده وتدوينها بعناية.
اضغط على إحدى أسماء أدوار النشر التالية لعرض روابط القراءة والتحميل الخاصة بها: