يشرح “جلال الدين السيوطي” في كتابه “البحر الذي زخر في شرح ألفية الأثر” منظومته الحديثية المعروفة بـ”ألفية الأثر”، حيث نظَم خلاصة علوم الحديث ومباحث مصطلحه، ثم تولّى شرحها بنفسه في هذا المؤلَّف، فاستوعب فيه أبواب علم الحديث رواية ودراية، مع تحليل علمي دقيق لعبارات النظم، وبيان الأصول والضوابط الحديثية بأسلوب يجمع بين التحقيق والتوضيح والتدليل. بدأ ببيان حد علم الحديث وغايته، ثم شرع في تقسيم الأخبار إلى الصحيح والحسن والضعيف، مع بيان شروط كل قسم، ومناقشة أقوال الأئمة في ضوابط القَبول والرد، ورد الاعتراضات على التعاريف، مع تحرير القول في مراتب الصحيح وأصح الأسانيد. كما توسّع في شرح مباحث الجرح والتعديل، وصفات الراوي، والتدليس، والانقطاع، والعلل، وأنواع التصنيف في الحديث، مستعرضًا شروط البخاري ومسلم، ومناهج أصحاب السنن والمسانيد والمستدركات. وضمَّن شرحه فوائد كثيرة من كتب السنة والرجال، مع استدراكات علمية دقيقة على من سبقه، وموازنات بين مناهج النقاد، فجاء كتابه شرحًا تفصيليًّا لمنظومته ومنارة في علم مصطلح الحديث، يجمع بين البيان الأدبي، والتحقيق الحديثي، والنقد العلمي المنهجي.
اضغط على إحدى أسماء أدوار النشر التالية لعرض روابط القراءة والتحميل الخاصة بها: