أبو طالب عبد مناف بن عبد المطلب: أخو عبد الله أبي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وله من الولد: طالب وقد مات كافرًا، وعقيل وجعفر وعلي وأم هانيء من الصحابة. وكان أبو طالب كريمًا، لكنه كان فقيرًا كثير الأولاد. وقام أبو طالب بكفالة النبي عليه الصلاة والسلام أحسن قيام بعد وفاة جده وهو في الثامنة من عمره. وكان أبو طالب يرى منه صلى الله عليه وسلم الخير والبركة، ويحبه حبًّا شديدًا، ولذا لا ينام إلا جنبه، ويخرج به متى خرج. وذهب به معه في رحلة تجارية إلى الشام وهو ابن اثنتي عشرة سنة، وهناك لقي بحيرًا الراهب في طريقه، ... عرض المزيد
أبو طالب عبد مناف بن عبد المطلب: أخو عبد الله أبي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وله من الولد: طالب وقد مات كافرًا، وعقيل وجعفر وعلي وأم هانيء من الصحابة. وكان أبو طالب كريمًا، لكنه كان فقيرًا كثير الأولاد. وقام أبو طالب بكفالة النبي عليه الصلاة والسلام أحسن قيام بعد وفاة جده وهو في الثامنة من عمره. وكان أبو طالب يرى منه صلى الله عليه وسلم الخير والبركة، ويحبه حبًّا شديدًا، ولذا لا ينام إلا جنبه، ويخرج به متى خرج. وذهب به معه في رحلة تجارية إلى الشام وهو ابن اثنتي عشرة سنة، وهناك لقي بحيرًا الراهب في طريقه، وعرفه بأماراته المعروفة عند أهل الكتاب. ولقد طلبت قريش من أبي طالب أكثر من مرة أن يسلم لهم محمدًا عليه الصلاة والسلام وساوموه عليه، فكان يأبى في كل مرة. وكان من كلامه للنبي عليه الصلاة والسلام: “اذهب يا ابن أخي فقل ما أحببت، فوالله لا أسلمك لشيء أبدًا”. وكان أبو طالب يخاف على النبي عليه الصلاة والسلام من قريش، ولما رأى تألُّبهم عليه وإجماعهم على قتله قام في أهل بيته من بني هاشم وبني المطلب، ودعاهم إلى ما هو عليه من منع ابن أخيه والقيام دونه، فأجابوه إلى ذلك مسلمهم وكافرهم، حمية إلا ما كان من أبي لهب. فلما رأت قريش ذلك أجمعوا أمرهم على أن لا يجالسوهم ولا يبايعوهم ولا يدخلوا بيوتهم حتى يسلموا رسول الله صلى الله عليه وسلم للقتل، فأمرهم أبو طالب أن يدخلوا شعبه فلبثوا فيه ثلاث سنين. ومكث بنو هاشم في شعبهم ثلاث سنوات. وكان خروجهم منه في سنة عشر من النبوة، ومات أبو طالب بعد ذلك بستة أشهر سنة 620م. أبو طالب لم يدخل في الإسلام، بل مات كافرًا. وبالجملة فقد كان أبو طالب في حياته ينصر النبي عليه الصلاة والسلام ويحميه من تجرؤ السفهاء عليه. عرض أقل