عبدالله بن سليمان الحميد: ولد بمدينة بريدة عام 1320هـ ونشأ في أحضان والديه وتربى تربية صالحة فدرس في الكتاتيب القرآن وأصول العقيدة. طلبه للعلم ومشايخه: شرع في طلب العلم في صغره فقرأ على الشيخ الزاهد عبدالله بن فدا والشيخ رئيس القضاة عبدالله بن بليهد والشيخان عبدالله وعمر آل سليم والشيخ حمود الشغدلي والشيخ عبدالعزيز العبادي رحمهم الله حتى أدرك وصار من العلماء ورشحه الشيخ عمر بن سليم للقضاء. أعماله و جهوده في الدعوة إلى الله: في منتصف القرن الرابع عشر بعث الملك عبدالعزيز رحمه الله مجموعة من طلبة العلم للدعوة والإرشاد في المناطق الجنوبية للمملكة العربية السعودية فكان المترجم له من ضمنهم، يقول الشيخ الفقيه صالح بن إبراهيم البليهي رحمه الله بأنه شاهد في المنام عام 1357هـ عيناً متجهة من القصيم إلى بلاد اليمن، وعلق الشيخ على هذه الرؤيا وقال (هذه عين قادها الملك عبدالعزيز إلى اليمن وهي بشارة للملك وللمشايخ وطلاب العلم الذين ذهبوا إلى هناك للدعوة) وأصبح الشيخ عبدالله الحميد إماماً ومرشداً في تهامة بالقنفذة وفي مستهل عام 1351هـ نقل قاضياً لبرك الغماد وفي عام 1366هـ نقل إلى قضاء القنفذة ثم نقل إلى قضاء جيزان حتى عام 1370هـ ثم رجع إلى منطقة القصيم وكلف بقضاء الفوارة ثم كلف بمرافقة سماحة الشيخ عبدالله بن محمد بن حميد للنظر في بعض القضايا في منطقة الحجاز وفي عام 1373هـ كلف رئيساً لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة القصيم عند تأسيسها فقام بواجبها خير قيام إلى أن طلب إعفاءه عام 1377هـ ثم كلف بقضاء الأسياح وفي عام 1378هـ نقل إلى قضاء البكيرية وأسس فيها مكتبة علمية زودها بالكتب النافعة وأحيل للتقاعد عام 1383هـ ومع ذلك لم يمنحه نفسه الراحة فقام بوضع البذرة التي نمت منها جمعية تحفيظ القران الكريم ببريدة. مؤلفاته: له بعض المصنفات منها رسالة بعنوان (حسن الإفادة إلى طريق السعادة) ورسالة (الهدية الثمينة في ما يحفظ المرء دينه) وله رسالة (نصيحة إلى أهالي جيزان وملحقاتها) ورسالة في النهي عن الربا ورسالة في التولي والموالاة وله خطب منبرية وكل هذه الرسائل مطبوعة وله رسالة مخطوطة بعثها لأهل أم الخشب في بيشة. أبرز طلابه: من أبرز الذين أخذوا العلم عنه الدكتور صالح بن عبدالرحمن المحيمد رئيس محاكم المدينة المنورة والشيخ صالح بن سعد اللحيدان والشيخ الدكتور علي العجلان مدير الشؤون الإسلامية بالقصيم وقاضي النماص عبدالرحمن الشيبان والشيخ عبدالعزيز بن عبدالرحمن اليحي مدير فرع الرئاسة في المنطقة الشرقية سابقاً وغيرهم من طلبة العلم. وفاته كانت وفاته بعد أن دب الضعف في جسمه واشتد به المرض فتوفي عام 1404هـ. برد الله مضجعه وأمطر عليه شآبيب رحمته، وذلك بعد حياة حافلة بالعطاء والبذل والعمل الجاد والتضحية في سبيل نشر العلم.
عرض أقل