مصطفى سعيد الخن: ولد في محلة الميدان من مدينة دمشق عام 1922 من أبوين كريمين. كان والده عمدة الميدان , ووالدته يقال أنها منسوبة إلى أهل البيت , عليهم السلام , وصلاحها واستقامتها والتزامها وأخلاقها تدلُّ على ذلك . نشأ الشيخ مصطفى الخن في كنف والديه في جو أسري يسوده الصفاء والهيبة والاحترام، وألحقه والده بالكتاب، ثم ألحقه بمدرسة الجمعية الغرّاء الابتدائية، ثم انتقل بعدها إلى المدرسة الرسمية في الميدان. وفي عام (1350هـ -1931م) اكتشف شيخه في المكتب محمد زرزور علائم النجابة والأهلية عنده ، و اصطحبه معه إلى دروس الشيخ حسن حبنكة في جامع منْجك، ثمَّ التحق الشيخ الخن ... عرض المزيد
مصطفى سعيد الخن: ولد في محلة الميدان من مدينة دمشق عام 1922 من أبوين كريمين.
كان والده عمدة الميدان , ووالدته يقال أنها منسوبة إلى أهل البيت , عليهم السلام , وصلاحها واستقامتها والتزامها وأخلاقها تدلُّ على ذلك .
نشأ الشيخ مصطفى الخن في كنف والديه في جو أسري يسوده الصفاء والهيبة والاحترام، وألحقه والده بالكتاب، ثم ألحقه بمدرسة الجمعية الغرّاء الابتدائية، ثم انتقل بعدها إلى المدرسة الرسمية في الميدان.
وفي عام (1350هـ -1931م) اكتشف شيخه في المكتب محمد زرزور علائم النجابة والأهلية عنده ، و اصطحبه معه إلى دروس الشيخ حسن حبنكة في جامع منْجك، ثمَّ التحق الشيخ الخن بمدرسة الشيخ حسن حبنكة بالقسم المسائي، وأعجب به شيخه حسين خطاب؛ لما لمس عنده من مخايل الحفظ والذكاء، ونقل إعجابه إلى الشيخ حسن، فأوصى به خيراً .
بداية مسيرته العلمية :
التحق الشيخ منذ صغره بأحد المكاتب التي كانت تتولى تعليم القرآن الكريم، ثم انتقل بعد ذلك إلى المدرسة الابتدائية , ولكن لم يكمل تحصيله ودراسته فيها إذ انتقل وهو صغير إلى مجالس طلب العلم الشرعي عند المربي العلامة الشيخ محمد حسن حبنكة الميداني – رحمه الله تعالى هذه المجالس التي تحولت فيما بعد إلى مدرسة تسمى ” مدرسة التوجيه الإسلامي ” وكان مقرها أول الأمر في جامع منجك في الميدان ، ولم يكن لهذه الدراسة أول الأمر زمن مخصوص يتخرج فيه الطالب عند انتهاء زمن الدراسة , بل كانت الدراسة مفتوحة غير مقيدة بزمان معين ومنذ افتتح معهد التوجيه الإسلامي عُيِّن فيه مدرساً .
شبَّ المترجم في جامع منجك، وغدا طالبًا مجدًّا نشيطًا، متعلمًا في الصباح، ومعلماً في المساء، ثم انتقل للتدريس في مدرسة الناشئة التابعة لمعهد التوحيد الإسلامي فأسهم الجمع بين مهمتي التعلم والتعليم في صنع شخصيته
العلمية ، وكان لتوجيه الشيخ حسن حبنكة الأبوي التربوي أثر كبير في التناغم والتآلف والتكامل بين المهمتين،
ثم سافر إلى القاهرة لتحصيل شهادة الليسانس , فاستطاع – بتوفيق الله – أن يدخل في السنة الثالثة مباشرة في الأزهر الشريف وعندما حصل على الليسانس من كلية الشريعة في الأزهر الشريف رجع إلى دمشق وعُيِّن مدرساً في وزارة التربية , وكان مكان تعيينه في محافظة حلب في منطقة الباب وبعد سنتين رجع إلى دمشق وعُيِّن مدرساً في دار المعلمين والمعلمات , ثم أضيف إلى ذلك تدريس بعض المواد في كلية الشريعة من جامعة دمشق كأستاذ محاضر .
شيوخه :
منهم الشيخ علي الدقر وهو شيخ شيوخ معهد العلوم الشَّرعية، ورئيس الجمعية الغرَّاء ومؤسِّسها، جمع بين التَّعليم الشَّرعي، والتَّربية الرٌّوحية، وأوجد مدرسة تُحتذى في التَّخلق بأخلاق الإسلام، وكان الشَّيخ مصطفى يزوره في مسجده ويحضر بعض دروسه ، ومنهم الشيخ محمد أمين سويد والشيخ ابراهيم الغلاييني ومنهم شيخ تربيته وتخريجه الشيخ محمد حسن حبنكة الميداني قرأ عليه مختلف العلوم الشرعية والعربية وقد تعرف الشيخ أثناء دراسته في الأزهر على علماء أفذاذ في الأصول واللغة، وعلى رأسهم العميد الدكتور عيسى منون والدكتور عبد الله موسى ، والدكتور مصطفى عبد الخالق ، وأفاد منهم كثيراً في تخصُّصه ، كما تزَّود بثقافة إسلاميَّة عالميَّة، ومنهجيَّة واضحة الطَّريق والهدف، ومسلك تربويِّ رصين الفكرة والتَّطبيق.
المناصب التي تقلدها :
أُعير إلى السعودية مدرساً في كلية الشريعة وكلية اللغة العربية , ليعود إلى دمشق مدرساً في ثانويتها وأثناء ذلك حصل على الدكتوراه من جامعة الأزهر بمرتبة الشرف الأولى في بحثه الذي هو” أثر الاختلاف في القواعد الأصولية في اختلاف الفقهاء ” .عُين مدرساً في كلية الشريعة من جامعة دمشق ورئيساً لقسم العقائد والأديان . عندما أحيل إلى التقاعد سافر إلى السعودية مدرساً في كلية الشريعة من جامعة الإمام محمد بن سعود , ثم عُيِّن أستاذاً في كلية التربية للبنات ، ثم عُيِّن عضواً في المجلس العلمي في جامعة الإمام محمد بن سعود .
أثناء وجوده في المملكة العربية السعودية ناقش عدة رسائل في الماجستير والدكتوراه , وأشرف على عدة رسائل أيضاً .
درّس في قسم الدراسات العليا التابع لجامعة أم درمان في السودان ويشرف على عدة رسائل لنيل شهادة الماجستير منها كما درّس في قسم التخصص بمعهد الفتح الإسلامي .
مؤلفاته :
رسالة الدكتوراه ” أثر الاختلاف في القواعد الأصولية في اختلاف الفقهاء ،”دراسة تاريخية للفقه وأصوله ، تحقيق رسالة في الأصول للشيخ محمد أمين سويد ، تعليق على كتاب التقريب للنووي في مصطلح الحديث باسم ” المنهل
الروي ” ، الحسن بن يسار البصري الحكيم الواعظ ، عبد الله بن عباس حبر الأمة ، الأدلة التشريعية عند الفقهاء ، التفسير العام ” وهو كتاب ألفه ليُدرَّس في كلية الشريعة في جامعة دمشق ” ، مبادئ العقيدة الإسلامية ” كذلك هو كتاب ألفه ليدرس في كلية الشريعة في جامعة دمشق ” ، فقه المعاملات ” أيضاً هو كتاب ألف ليدرس في كلية الشريعة في جامعة دمشق ، بالإضافة لكتب كثيرة شارك في تأليفها بناء على طلب من وزارة الأوقاف لتدرس في الإعداديات والثانويات الشرعية ، كما أن هناك كتباً في التربية وطرق التدريس شارك في تأليفها لتدرس في المعهد التوسط للمعلمين ، و هناك مذكرات ألفها في عدة علوم لتدرس في الكليات سواء أكان ذلك في كلية الشريعة في جامعة دمشق أو في كلية التربية للبنات في أبها في المملكة العربية السعودية , وهناك كتب اشتراك في تأليفها مع زملاء له منها : – كتاب نزهة المتقين ( شرح رياض الصالحين للإمام النووي ) ، كتاب الفقه المنهجي في الفقه الشافعي , وتعليق على كتاب المنهاج القويم ( شرح الحضرمية ) ، رسالة حول الذبائح والأغذية ، رسالة في الاجتهاد.
وفاته :
توفي يوم الجمعة 23 محرم 1429هـ الموافق 1 شباط/ فبراير 2008 وهو في صلاة الجمعة، في مسجد الحسن بمنطقة الميدان في دمشق. عرض أقل