يناقش هذا الكتاب أثر معرفة أسباب النزول في بيان دلالة النصوص القرآنية، وذلك من خلال مقارنة منهج الأصوليين والمفسرين في التعامل مع هذه الأسباب. يعرض “عماد الدين محمد رشيد” تحليلًا دقيقًا لموضع أسباب النزول ضمن العلوم الشرعية، ويبيّن كيف يؤثر فهم السياق التاريخي والتفصيلي للآية على التفسير من جهة، وعلى استنباط الأحكام الفقهية من جهة أخرى. يبرز الكتاب التباين بين المدرستين في بناء القواعد المتعلقة بالعام والخاص، والمطلق والمقيد، والناسخ والمنسوخ، عند النظر في سبب النزول. يُقسّم “الرشيد” بحثه إلى دراسات تأصيلية تبدأ بتعريف السبب وشروط قبوله، ثم تتبعه بتحقيق العلاقة بين السبب والنص في ضوء الأثر البياني والتشريعي، مع عرض تطبيقات توضح هذا التأثير في مسائل فقهية وتفسيرية. ويعتمد في عرضه على رصد أقوال العلماء وتحليلها ضمن إطار مقارن، يُظهر تمايز المقاربتين التفسيرية والفقهية، ويكشف عن مساحات الالتقاء والافتراق في ضوابط التعامل مع النص عند حضور السبب أو غيابه.