كتاب “الأخلاق والسِّيَر في مداواة النفوس” كتابٌ صغير الحجم، غني المادة، ثمين القيمة، بَثَّ فيه ابن حزم الأندلسي الظَّاهِرِيّ من خلاصة تجربته في الحياة وخبرته بالناس بعد طول معاناة معهم وبهم، صاغه في عبارات بليغة حكيمة، وجيزة، يسهل حفظها، وتستوقف الذهن لتأملها، تتعلق بالعقل والعلم والحكمة وأخلاق الناس وطباعهم، وكوامن النفس ودوافعها، وأهواء الناس وأحوالهم. وإنه ليبدو للمتأمل أنَّ ابن حزم كتب هذا الكتاب في أخريات حياته بعد أن استخلص من تجاربه عبر الأيام وعِظَات الدَّهر، وأَطَاف بروحه في عوالم مِن الحكمة فَعَزَفَت نفسه عن الدنيا وتاقت إلى لقاء الله تعالى. افتتح ابن حزم كتابه بقوله: “..فإني جَمَعْتُ في كتابي هذا معاني كثيرة أفادنيها وَاهِب التمييز تعالى، بمرور الأيام وتعاقب الأحوال بما منحني عز وجل من التهميم بتصاريف الزمان والإشراف على أحواله حتى أنفقتُ في ذلك أكثر عمري وآثرتُ تقييد ذلك بالمطالعة له والفكرة فيه على جميع اللذات التي تميل إليها أكثر النفوس..”.
اضغط على إحدى أسماء أدوار النشر التالية لعرض روابط القراءة والتحميل الخاصة بها: