يتناول الإمام “البخاري” في كتاب “الأدب المفرد” الآداب الإسلامية المفردة الواردة في السنة النبوية، ويتضمن أيضًا بعض أقوال الصحابة والتابعين. وقد ذكر ابن حجر أنه “يشتمل على أحاديث زائدة على ما في الصحيح، وفيه قليل من الآثار الموقوفة، وهو كثير الفائدة”، ويتضمن الكتاب 1322 حديثًا موزعة على 644 بابًا، وأحاديث الكتاب يغلب عليها الصحة، وسبب عدم كونها كلها صحيحة أن البخاري لا يلتزم في هذا الكتاب شروطه في كتاب الصحيح لأن الأحاديث أحاديث آداب وليست أحاديث أحكام. وكتاب “الأدب المفرد” فريد في نوعه، يجمع الآداب الإسلامية، وهو موسوعة إسلامية في الآداب، فيه الآداب الشرعية الواردة في السنة النبوية. وقد جمع فيه ما يحتاجه المسلم من العقائد وأصول الدين والعلم وحقوق الناس ودلائل النبوة والزهد والرقائق. ونجد أن الإمام البخاري تمسك في تصنيفه بأسلوب كتابه “الجامع الصحيح”، وبوَّب فيه الأحاديث حسب مواضيعها وآثار الصحابة، وأورد عند بعض الأحاديث آيات من القرآن الكريم. وقد سمى الإمام البخاري أحد أبواب الجامع الصحيح بـ”كتاب الأدب” وأورد فيه الأحاديث المتعلقة بالأخلاق والآداب الاجتماعي بما يربو على ثلاثمائة حديث في 168 باب. ولكن سعة هذا الموضوع الديني الاجتماعي قد اقتضت أن يفرد له كتاب خاص، ولعل هذا سبب تسمية مصنَّفه بكتاب “الأدب المفرد”.
اضغط على إحدى أسماء أدوار النشر التالية لعرض روابط القراءة والتحميل الخاصة بها: