يتناول هذا البحث سيرة الإمام البخاري ومكانته العلمية، مع تسليط الضوء على مَصَنَّفِه العظيم “الجامع الصحيح” الذي حاز قبول الأمة وأجمع العلماء على جلالة قدره. افتتح “عبد المحسن العباد” الحديث عن نسب الإمام ومولده ونشأته ورحلته في طلب العلم، ثم عرض صورًا من ذكائه الفائق وقوة حفظه التي أبهرت شيوخه وأقرانه، كما أورد نماذج من ثناء العلماء عليه وعلى مصنفاته. وقد أبرز البحث كيف أن البخاري وضع “الجامع الصحيح” بمنهجية دقيقة، حيث جمع بين فقه المتن ودقة الإسناد، واشترط في رجاله الاتصال التام والعدالة والضبط، مع عناية بالمتون تفوق المعهود. كما تناول المؤلف موضوع الكتاب ومحتواه وأسلوب تراجم أبوابه، مبيّنًا سر تكرار بعض الأحاديث في مواضع مختلفة وفقًا لأغراض فقهية دقيقة. وعرّج على التعليقات الواردة فيه، وعدد شيوخ البخاري، وانتقادات بعض الحفاظ لبعض الأحاديث أو الرواة فيه، ثم أجاب عنها بعرض منهج البخاري النقدي المتقن. وخُتم البحث بعرض وجوه ترجيح “الجامع الصحيح” على غيره من كتب السنة، مع توثيق عناية الأمة به، مما يعكس مدى تأصيل هذا الكتاب في صرح السنة النبوية.