يُعدّ كتاب “الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع” موسوعةً حديثية فريدة للخطيب البغدادي، جمع فيه أصول الآداب العلمية والعملية التي ينبغي أن يتحلى بها المشتغل بالحديث، سواء كان راوٍ أو سامع. افتتح الكتاب بتحديد فضل طلب الحديث وشرف حملته، مبرزًا منزلة الإسناد في الأمة، ثم فصّل القول في شروط التحمل والأداء، متناولًا شروط الشيخ والمحدث والمستفيد، وما يجب أن يتحلوا به من صدق وديانة وضبط وفهم. ثم مضى في سياق منهجي متين إلى بيان آداب مجلس السماع، وكيفية الكتابة عن الشيخ، وآداب الاستئذان، والجلوس، والقراءة، والمذاكرة، والتصحيح، والتحديث، وذكر أوهام المحدثين والتنبيه عليها، كما فصل القول في أدب طلب الحديث في الأسفار، ومراعاة الوقت، وتوثيق الرواية، وآداب الرحلة إلى العلماء. وختم الكتاب بأبواب تتعلق بأدب السلوك والمروءة والزهد والعفة للراوي، لتكتمل صورة العالم الحافظ كما أرادها السلف في سيرهم ومنهجهم.