تعقَّب “السبكي” “ابن تيمية” في مسألة تعليق الطلاق بِعِدَّةِ ردود، وبخصوص الفتوى المعترض عليها ألَّف ردَّه المسمَّى (رافع الشقاق في مسألة الطلاق) و(التحقيق في مسألة التعليق)، وجواب ابن تيمية هذا هو على أحد هذين الاعتراضين، ولم يتبيَّن لنا على وجه الجزم على أيِّهما كان جواب ابن تيمية هذا، لكن هناك من القرائن ما يدلُّ على أنَّ هذا الرد إنما هو على كتاب السبكي (رافع الشقاق). تميَّز منهج ابن تيمية رحمه الله العلمي في الرد على المخالفين عمومًا وفي ردِّهِ هذا خصوصًا بميزات كثيرة؛ نُجملها فيما يلي: 1- الاستدلال على ما يريد تقريره من الكتاب والسنة والإجماع والقياس الصحيح وآثار الصحابة وأقوال السلف، وبيان المفاسد المترتبة على القول المخالف، مما يجعل المخالف إما أنْ يُسَلِّمَ له أو على الأقل يَنظر إلى المسألة إلى أنها من المسائل الخلافية التي تقبل الاختلاف. 2- التعامل مع المردود عليه وفق منهج السلف بالعدل والإنصاف. 3- التغليظ في الرد على المخالف عندما يبلغ غلطه مبلغًا عظيمًا.