اعتنى “محمد بن أحمد بن عبد الهادي المقدسي” في كتابه “تنقيح التحقيق في أحاديث التعليق” بكتاب “التحقيق” لابن الجوزي، وامتاز كتابه بعدة مزايا، منها: 1- أن أصله (وهو كتاب “التحقيق”) يذكر الأحاديث التي يستدل بها الحنابلة ومخالفيهم، فحصل فيه بذلك نوع من الشمول الذي تفتقده بعض الكتب الأخرى المؤلَّفة في أحاديث الأحكام التي تختص بالأحاديث التي يستدل بها أصحاب مذهب معين. 2- أن مؤلفه “ابن عبد الهادي” له عناية كبيرة بأحاديث الأحكام، كما يُعلم من ترجمته، وقد شهد له بذلك الموافق والمخالف، وكتابه “المحرر” خير شاهد على ذلك. 3- أنه اعتنى بالكلام على الأحاديث تصحيحًا وتضعيفًا وفق طريقة علماء الحديث المتقدمين. 4 – أنه كان بعيدًا عن التصعب، ملتزمًا الإنصاف في الكلام على الأحاديث والمسائل الفقهية، ولا يخفى أن الغاية من الاشتغال بعلم الحديث هي العمل بها دلت عليه السنة النبوية والبُعد عن التعصب لأقوال الرجال. ويُعَدُّ كتاب “التنقيح” دراسة عملية لقواعد الحكم على الأحاديث، وهو مع كتاب “نصب الراية” للزيلعي، و”التلخيص الحبير” لابن حجر العسقلاني، من أهم كتب التخريج التي تساعد طالب العلم على تعلم طريقة الحكم على الأحاديث ودراسة الأسانيد عمليًّا.
اضغط على إحدى أسماء أدوار النشر التالية لعرض روابط القراءة والتحميل الخاصة بها: