“شرح مشكل الآثار” كتاب جليل يحتوي على معانٍ حسنة عزيزة، وفوائد جمة غزيرة، ويشتمل على فنون من الفقه، وضروب من العلم، دعا “أبو جعفر الطحاوي إلى تأليفه -كما يقول في مقدمته- أنه نظر في الآثار المروية عنه صلى الله عليه وسلم بالأسانيد المقبولة التي نقلها ذوو التثبُّت فيها، والأمانة عليها، وحسن الأداء لها، فوجد فيها أشياء مما يسقُطُ معرفتها، والعلم بها عن أكثر الناس، فمال قلبه إلى تأملها، وتبيان ما قدر عليه من مُشكلها، ومِن استخراج الأحكام التي فيها، ومن نفي الإحالات عنها، وجعل ذلك أبوابًا، وذكر في كل باب منها ما يَهَب الله عز وجل له من ذلك منها، حتى أتى فيما قدر عليه منها كذلك، ملتمسًا ثواب الله عز وجل. وبَيِّنٌ من كلامه هذا أن الأحاديث الصحيحة التي تتضمن معني مشكلة، أو تحتوي على أحكام فيما يبدو للمجتهد متعارضة، هي الغرض الرئيس الذي ألف من أجله كتابه هذا، وصنيعه هذا قريب مما أُطلق عليه: علم اختلاف الحديث.
اضغط على إحدى أسماء أدوار النشر التالية لعرض روابط القراءة والتحميل الخاصة بها: