أفرد الإمام “النسائي” كتاب “فضائل القرآن” هذا مستقلًّا، وقد ذكر ذلك الإمام بدر الدين الزركشي المتوفى 794هـ في كتابه القيِّم “البرهان في علوم القرآن” إذ قال: “وقد صنَّف فيه أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو عبيد القاسم بن سلام، والنسائي، وغيرهم”. هذا الكتاب على صغر حجمه -فيه مائة وستة وعشرون حديثًا- هو من أنفس وأجمع ما كُتب في هذا الموضوع المحدَّد، وذلك من جهات عديدة: 1- تناول لبِّ القضايا الكبرى التي تتعلق بتاريخ النص القرآني، وكيفية نزوله، ومدى النزول وجمعه وكتابته، ونقله. 2- ذكر أبرز وأهم ما صح في فضائل السور والآيات بناء على منهجه. 3- استعرض الأبواب التي تتعلق بموقف المسلم حيال هذا النص الكريم في تلقِّيه وتعلمه، واستذكاره وتعاهده، ثم بالتزام تعاليمه والوقوف عند حدوده، باتباع ما فيه والعمل به ثم في أدائه، وكيفية الأداء والتبليغ، من تزيين للصوت والتغنّي به، وقراءته عن ظهر قلب وعلى الدابة، وعلى كل الأحوال. ثم بتعظيم هذا القرآن الكريم بالإنصات مع الخشية عند سماعه، وترك المراءاة فيه والابتعاد عن المماراة والجدال، وعدم الإقدام على القول فيه بغير علم، ولا أهلية ولا معرفة.