قال “بروكلمان” في وصف محتوى كتاب “فضائل القرآن” لأبي عبيد القاسم بن سلام إنه: “يتحدث فيه عن فضائل القرآن كافة، وفضائل بعض السور والآيات، وعن الغزوات والتفسير”. ونحن إذ سلمنا له القضايا الثلاث الأولى، فإننا لا نسلم القضيتين الأخيرتين، وهما: الغزوات والتفسير، اللهم إلا إذا كان يقصد مجرد الإشارة لبعض الغزوات لا الحديث عن “الغزوات بأسبابها وتفاصيلها ونتائجها”، فقد وقع الحديث في كتاب “فضائل القرآن” عن ثلاث غزوات لم تُذكر قصدًا، وإنما جاء ذكرها مصاحبًا لأمر آخر أساسي. أما عن التفسير فليس الكتاب كتاب تفسير بالمعنى الدقيق، وإنْ كان لا يخلو من بعض التفسير وقواعده، والقراءات وتوجيهها. وقد ضم في مواده الوافرة من علوم القرآن وجمعها وتنوعها وتأسيس أسسها ما يجعله أقرب وأولى أن يُسمى: “أول كتاب في علوم القرآن والدراسات القرآنية في الأمة الإسلامية” فيما وصل إلينا من أوائل مؤلفات عصر التدوين، كما أنه أيضًا من أهم مصادر السنة النبوية، ممحص الأسانيد والروايات، مختارًا له أشهر الرجال وكبار الثقات. والمحاور أو الأقسام الرئيسية التي دار حولها الكتاب عددها ثلاثة، وهي التي تناولها عنوانه الجامع المانع: 1- فضائل القرآن. 2- معالمه. 3- آدابه. وتقوم في معظمها أساسًا على رواية الحديث النبوي، والنقل عن الصحابة والتابعين ومَن بعدهم. أما عن أبواب الكتاب فهي سبعون بابًا تُضاف لها أربعة أبواب كبرى أخرى تتخلل الكتاب.