يقدّم هذا الكتاب مجموعة من النصائح العلمية والتربوية الموجهة لطالب علم السنة النبوية، وقد صيغت بأسلوب مباشر ومنهجي يراعي طبيعة التدرج في طلب العلم وتنوع مدارسه. ركّز “حاتم العوني” على أهمية ضبط المصطلحات الحديثية، وربط الطالب بمصادر العلم الأصلية، مع التنبيه على الأخطاء الشائعة في الفهم والتطبيق، سواء في التعامل مع الأحاديث أو مع أقوال الأئمة. كما دعا إلى التوازن بين الفقه بالرواية والفقه بالدراية، وإلى التأصيل في المنهج قبل الخوض في النقاشات التفصيلية، مؤكدًا على أن العلم لا يُنال بالتشهي، بل بالصبر والمثابرة وملازمة العلماء. يتميّز الكتاب ببعده التربوي، حيث ركز المؤلف على تهذيب طالب العلم علميًّا وأخلاقيًّا، محذرًا من التعصب المذهبي أو الشخصي، وداعيًا إلى التجرّد للحق والانفتاح على الاختلاف المعتبر. كما أبرز أهمية ترتيب الأولويات في الطلب، والتدرج في قراءة الكتب، وبيّن أن المنهج القويم يجمع بين تقوية الأساس وتوسيع المدارك. وقد جاءت النصائح مستخلصة من التجربة والممارسة، مما أكسبها واقعية وملاءمة لطالب العلم في العصر الحديث، فجعلت الكتاب دليلًا موجّهًا صالحًا لكل من أراد أن يترسخ في علوم السنة بفهم راسخ ومنهج سليم.