يتناول كتاب “هذه مفاهيمنا” لصالح بن عبد العزيز آل الشيخ واقع الفتن في هذا الزمان من جهة فكرية وعقدية، مركّزًا على أعظمها خطرًا وهي الفتنة عن تحقيق معنى الشهادتين: “لا إله إلا الله” و”محمد رسول الله”. يرى المؤلف أن هذه الفتنة قد تنوّعت وتفاقمت حتى أضلت الكثيرين، بين جاهل ومقلد ومدعٍ للعلم. ويُبرز الكتاب مظاهر الانحراف في فهم التوحيد، خاصة في باب العبادة والدعاء، مع توثيق صور الشرك الأكبر المنتشرة كدعاء المقبورين، وطلب الشفاعة منهم، والنذر لهم، والطواف بقبورهم. ينتقد المؤلف بشدة الواقع المليء بالخضوع والتذلل عند القبور، ويتتبع جذور هذه الانحرافات العقدية بدءًا من الباطنية و”إخوان الصفا”، مرورًا بالدولة العبيدية، ووصولًا إلى الصوفية وأصحاب الطرق المنحرفة. ويؤكد أن هذا الشرك تسلل إلى مجتمعات المسلمين حتى أصبح سائدًا في كثير من البلدان، واستُغِل لأغراض المال والسيادة والجاه. كما يرد المؤلف على بعض الكتب المخالفة لدعوة التوحيد، ومنها كتاب “مفاهيم يجب أن تصحح”، مبينًا ما فيه من دعاوى تجيز الاستغاثة بالأنبياء والصالحين بعد موتهم، ويصف تلك المفاهيم بالخاطئة والخاسرة، معتبرًا أنها تروج لشبهات مبنية على أحاديث موضوعة وضعيفة ومكذوبة، ويستشهد لذلك بنقول من مصادر صوفية وشيعية. أطلق المؤلف على رده هذا اسم “الورقات الكاسرة للمفاهيم الخاسرة”، ثم غيّر العنوان باقتراح من والده الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله، فسماه “هذه مفاهيمنا”، في إشارة إلى تصحيح المفاهيم الشرعية وفق منهج السلف الصالح. الكتاب دعوي إصلاحي في المقام الأول، يُعنى بتقويم العقائد وتصحيح المفاهيم المغلوطة، وينطلق من أسس السلف في فهم التوحيد والرد على أهل البدع، موجَّه لكل مسلم غيور على دينه يريد أن يفهم حقيقة “لا إله إلا الله” في معناها ومقتضاها.
اضغط على إحدى أسماء أدوار النشر التالية لعرض روابط القراءة والتحميل الخاصة بها: