يعالج هذا البحث ظاهرة الوضع في الحديث النبوي من حيث آثارها السلبية على الدين والفكر والسلوك، ويستعرض جهود العلماء في محاربتها عبر القرون. بدأ “عبد الله بن ناصر الشقاري” بتوضيح ماهية الوضع وخطورته، وبيّن أنه من أخطر الآفات التي تهدد نقاء السنة النبوية، لما يترتب عليه من تحريف للمعاني، وتزييف للمفاهيم، وإشاعة للأباطيل باسم الدين. وقد صنّف الآثار السيئة إلى دينية، وفكرية، وسلوكية، مبينًا كيف أثّر الوضع على العقيدة بظهور الفرق المنحرفة، وعلى العبادات بنشر البدع، وعلى السلوك الأخلاقي بانحراف الموازين والقيم. كما استعرض المؤلف جهود العلماء في مقاومة الوضع، فذكر طائفة من الأئمة الذين تصدّوا له بالحفظ والتوثيق والتصنيف، مثل الإمام مالك، والبخاري، وابن الجوزي، وغيرهم، مسلطًا الضوء على منهجهم في النقد. أظهر البحث كيف أسهمت علوم الجرح والتعديل، ومصطلح الحديث، والتاريخ، في كشف الوضّاعين وتمييز الصحيح من الموضوع، مما يدل على عناية الأمة بصيانة السنة.