يُعَدُّ كتاب “المستشرقون والتراث” لعبد العظيم الديب دراسة نقدية تكشف مواقف المستشرقين من تراث الأمة الإسلامية، وتسلط الضوء على الأساليب التي استخدموها في تحليل هذا التراث ونشره. يبدأ “عبد العظيم الديب” بتمهيد يعرض فيه خلفيات الاستشراق وأهدافه، متتبعًا بداياته الصليبية والدوافع السياسية والثقافية التي غذّت اتجاهه نحو تراث المسلمين. يوضح المؤلف كيف أن أكثر ما نُشر من التراث على أيدي المستشرقين لم يكن نزيهًا ولا علميًا، بل اتسم بالتحريف وسوء الفهم المتعمد. ينتقل الكتاب إلى تحليل الاتجاه الفكري للمستشرقين، ثم يستعرض نماذج مفصلة من خيانة المنهج العلمي عندهم، مستشهدًا بأمثلة بارزة من أعمال جولدتسيهر، وول ديورانت، وفان فلوتن وغيرهم. يعرض المؤلف كيف أنهم حرّفوا النصوص، وأساؤوا فهم المصطلحات، وأسقطوا على النصوص الإسلامية مفاهيم غربية دخيلة، مما أخرجها عن سياقها. وفي القسم الأخير من الكتاب، يرد المؤلف على أبرز مزاعم المستشرقين، مؤكدًا أن العيب ليس في التراث بل في منهج من تناوله بغير أمانة. الكتاب دعوة قوية للوعي بمخاطر الاستشراق على الفكر الإسلامي، ولإعادة قراءة التراث بعين علمية صادقة.
اضغط على إحدى أسماء أدوار النشر التالية لعرض روابط القراءة والتحميل الخاصة بها: